موضوع: المقاومة الصومالية.. تصبح رقماً هاماً في الصراع الإسلامي الأ الخميس 29 يناير 2009 - 8:52
إذا بدأنا من حقيقة أن هناك صراعا أمريكيا إسلاميا يمتد من أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين إلى السودان والصومال وغيرها، ثم قلنا أن هناك الآن مقاومة أفغانية وكذا عراقية ولبنانية وفلسطينية فرضت نفسها فرضاً على الواقع السياسي واضطر الإعلام الأمريكي إلى الاعتراف بها، وأن هذه المقاومة حققت صموداً أو حتى انتصاراً استراتيجياً في كل من العراق وأفغانستان، فإن المقاومة الصومالية بدأت بدورها تفرض نفسها على الواقع، وتحقق على الأرض وجوداً لا يمكن تجاهله، وهذا بالطبع يضيف رقماً هاماً في معادلة الصراع الأمريكي الإسلامي في الحاضر والمستقبل.ويمكننا أن نرصد في هذا الصدد أن المقاومة الصومالية نجحت وبطريقة متكررة ومتواترة في تحقيق عمليات متميزة ضد القوات الإثيوبية وضد المراكز الحكومية العميلة لإثيوبيا، وبديهي نحن نعرف أن القوات الإثيوبية والحكومة العميلة ليست إلا قفازاً أمريكياً في النهاية، وهذا ما تعترف به أمريكا، ناهيك عن أن الطيران الأمريكي، مباشرة، قام بعمليات قصف ضد مواقع وصفها، كالعادة، بمواقع تابعة للإرهاب، بل إن مستوى العمليات التي تقوم بها المقاومة الأفغانية في تصاعد مستمر، وصل إلى حد ضرب مطار العاصمة مقديشيو بالصواريخ بمجرد وصول ما يسمى بقوات السلام الإفريقية!! التي ترفضها المقاومة الصومالية منذ البداية، ويمكن أن يشير هذا الارتباط بين قصف المطار ووصول تلك القوات، إلى أن الذي ينظم عملية المقاومة هي المحاكم الإسلامية؛ لأنها أعلنت منذ البداية رفضها وعزمها محاربة دخول قوات إفريقية أو دولية إلى الصومال، وأياً كان الأمر، وسواء كانت المقاومة الصومالية تابعة للمحاكم الإسلامية أو أنها نشأت بشكل مستقل عن المحاكم، أو خليط من الشكلين، فإن المقاومة قد اندلعت وأثبتت وجودها وأصبحت رقماً هاماً في معادلة الصراع الأمريكي الإسلامي من أفغانستان إلى الصومال وهو أمر له دلالاته الاستراتيجية والعقائدية والثقافية بالطبع.نحن نميل إلى أن تلك المقاومة تابعة للمحاكم، خاصة أنها كانت قد أعلنت أنها لن تدخل في معارك مباشرة مع الجيش الإثيوبي الغازي، ولكنها ستنسحب وتتبع أسلوب “مقاومة الضعيف” وهو الأسلوب الذي اتبعته من قبل بنجاح “المقاومة الأفغانية”، وكذلك لأن تجربة المحاكم في السلطة قربتها جداً إلى قلوب الشعب الصومالي، ومن ثم أصبح الالتفاف حولها في مواجهة الغزو الأجنبي الذي يكرهه الشعب الصومالي بداهة، أمراً متوقعاً، فالمحاكم كانت قد نجحت، لأول مرة منذ 15 عاما،ً في تحقيق الأمن للصوماليين والاستقرار عندما وصلت إلى الحكم، وهي أيضاً عندما سقطت على يد الغزو الإثيوبي عاد الخوف وعدم الاستقرار، وعاد أمراء الحرب وعادت الإتاوات والانفلات ولم تستطع الحكومة العميلة لإثيوبيا سد الفراغ، بل وصل الأمر الى حد الانهيار الأمني والاجتماعي، بل وظهور الأوبئة كذلك “وباء الكوليرا”، الأمر الذي يقطع بأن حكومة المحاكم الإسلامية هي الوحيدة القادرة على إنقاذ الصومال، وتحقيق الأمن والاستقرار، ومن ثم فهي قد أصبحت ضمير الشعب الصومالي، في كل الأحوال فإن المقاومة الصومالية قد اندلعت بالفعل، وتتصاعد يوماً بعد يوم، وتأخذ لنفسها مكاناً هاماً في معادلة الصراع الإسلامي الأمريكي من أفغانستان إلى الصومال.
المقاومة الصومالية.. تصبح رقماً هاماً في الصراع الإسلامي الأ